[size=18] كانت في مطلع العصر الحديث تتربع على مساحة واسعة خلال الحكم العثماني
بالجزائر وتسمي بايلك الغرب حيث تمتد من شرق مدينة الشلف (الأصنام سابقا)
إلى حدود المغرب الأقصي غربا و إلى أقاصي الصحراء جنوبا ، و تقلصت جنوبا
في فترة الإحتلال الفرنسي إلى حدود منطقة الساورة.[/size]
[size=18]انحصرت مساحتها بشكل كبير بعد التقسيم الإداري سنة 1958 حيث انفصلت عنها
مناطق كبيرة هي تلمسان ، سعيدة ، سيدي بلعباس ، مستغانم وتيارت. (بالإضافة
لمنطقة عين تموشنت حاليا)
- وكانت تتألف من ثلاثة دوائر و هي دائرة وهران في الوسط، دائرة أرزيو في
الشرق، ودائرة المرسي الكبير في الغرب يمتد ساحلها من مصب وادي المقطع
شرقا إلى ما وراء مركب الأندلس غربا.[/size]
[size=18]أصل مدينة وهران
1) السكان الأصليون:
• ينتمي سكان مدينة وهران إلى عدد من فروع مدينة "مغراوة" و"نفزاوة"
البربريتين و يعود تأسيسها إلى ما قبل العهد الفينيقي وذالك لأن الفينيقين
تميزوا بالتجارة و التمركز في السواحل فكانت وهران محط أنظار لهم نسبة
لموقعها
.التسمية:
* اختلفت تسميات مدينة و هران و نذكر منها سبيل المثال رأي الدكتور"ورج
سيقي" هو أن إسم وهران أخذ من اسم أحد الأمراء الفاطميين الذي كان
يدعي"بوشارام واراهام وهران" "BOUCHARAM OURAHAM WHRAN"أومن اسم المجرى
المائى الذي ينحدر من الجبل المايدة وقمة الجبل الذي أقيم عليه حصن مرجاجو
سانتا كروز الذي كان يسمي "واران" وذالك اعتماد على رأي الدكتور شاو
الإنجليزي الذي زار المدينة على عهد بوشلاغم.
* أثبت عدة مؤرخين أن أصل كلمة وهران أمزيغي التي تعني حيوان الأسد، وهران
= أسدان اثنان وهناك مدينة في الشرق الجزائري تسمي "سوق أهراس" معناها سوق
الأسود، وهما هو رمز مدينة وهران.
وهران خلال العصر الحديث:أهم الفترات الإستعمارية الحديثة لوهران القرن15م و القرن19م:
* بعد سقوط غرناطة عام 1492م في أيدي النصارى الأسبان هاجر إلى وهران عدد
كبير من مسلمي الأندلس و استقروا بها، وفي مطلع القرن 15م 909هـ كان تخضع
وهران للسلطان "أبو حمو موسى الثالث" الذي يلقب بـ: بوقـلمون أمير تلمسان
وفي عهده بدأت هجمات الأسبان و البرتغاليين على وهران و المرسى الكبير
بصفة مكثفة ومركزة و كبيرة.
[size=32] –الهجمات البرتغالية على وهران و المرسى الكبير في القرن15م
* بدأت الغارات البرتغالية على سواحل أقاليم المغرب العربي الطويلة و
العريضة منها حيث استهدفت وهران و المرسى الكبير لتسقط مرتين بعدها:
-الأولى: من 14 أوت 1415م إلى خلال عهد الملك البرتغالي "جاب الأول"
وعندما طردوا البرتغاليون منه، خضعت وهران للسلطة التونسية لتتحول إلى
ملجأ كبير للمهاجرين الأندلسيين الذين تمركزوا بها و سيطروا على إدارتها و
اتخذوا ميناءها مركزا لأسطولهم ومراكبها البحرية التي كانوا يشنون بها
غاراتهم الانتقامية و المضادة للبرتغاليين و الأسبان في البحر وعلى
الشواطئ الأندلسية ليحكمها سلطان غرناطة الخامس عشر "القشيري" الذي فر
إليها وتولي حكمها حتى توفى ،ثم استعاد"بنوزيان" سيطرتهم عليها ثانية.
-السقوط الثانية: من 1471م -1479م هاجمها الملك البرتغالي" ألفونسو
الخامس" و احتلها لمدة 7 سنوات ثم أرغمه السكان للخروج منها وبعد 20 سنة
من هذا التاريخ هاجمها الأسبان عام 1497 بقيادة الدوق "دومينا سيدونا"
وفشلوا في احتلالها وتحولوا إلى مدينة مليلية بالمغرب الأقصى واحتلوها إلى
يومنا هذا.
[size=32]الهجمات الإسبانية و إحتلالهم لوهران و المرسي الكبير1505م-1792م:[/size]
* في مطلع القرن 16م ،اشتدت الغارات الإسبانية على وهران والمرسى الكبير
في إطار الحروب الصليبية التي يشنوها على بلدان المغرب والشعوب الإسلامية.
- في شهر أوت 1505م قاد الماركيز "غوماريس" حملة بحرية تتكون من 5000 رجل
و اتجه بها الى قرية المرسى الكبير وحاصرها لمدة 50 يوما ثم أحتلها بعد أن
طرد سكانها منها في 23 أكتوبر وحول مسجدها الى كنيسة سمية بكنيسة "القديس
ميغال".
- في عام 1509م أتم الكاردينال "كازمينيس" استعدادته وخاض أسطوله البحري
في منتصف شهر ماي صحبة القائد "بيدرو نفارو" على رأس 1500م رجل ونزل
بالمرسى الكبير ومنها اتجها إلى مدينة وهران و استعان باليهودي الماكر
"الماكس" وبعض أعوانه من الخونة امثال "عيسى العربي و القايد بن قناص"
ففتحوا له أحد أبواب المدينة غدرا وخديعة ، وهاجم السكان بوحشية لا نظير
لها وقتلوا الآلاف وأسروا ونهبوا،وقام الكاردينال "كازمينيس" بتحويل
المساجد إلى كنائس.
وأنشئوا حصون و صوامع للدفاع ضد السكان الذين لا ربما سيهاجمون وقاموا
بسلب التحف و النفائس كالكتب و القناديل و اعترف "أبو حمو موسى الثالث"
تبعيته للأسبان مع دفع الجزية ،وقاموا بتسخير مشاريع تسمح لهم بالسيطرة
على السواحل الغربية الجزائرية انطلاقا من إذلال القبائل وفرض الاتفاقيات
ولكن الأمور لم تسر كما كان ينبغي للأسبان؟.[/size][/size]
[size=32]سيطرة الأتراك على الجزائر
بحلول عام 1516م تمركز الأخوة الثلاث: "عروج ،خير الدين و إسحاق" بمدينة
الجزائر بعد أن أستنجد بهم سكان جيجل( جيجل مدينة ساحلية شرق الجزائر)
ليقدموا لهم العون و السند ضد الخطر الأسباني ، مع إدراك الأخوة الثلاث
للأطماع الأسبانية في المغرب العربي من خلال تجربتهم في مقاومة الزحف
الأوروبي وكذا مشاركتهم في إنقاذ مسلمي الأندلس لذا اعتبروا أمر تحرير
وهران و المرسى الكبير قضية أولى و أساسية لجهودهم و سياساتهم للشمال
الإفريقي فبعد أن استقروا في الجزائر.
استطاع عروج أن يقيم حكومة قوية في الجزائر، وأن يطرد الأسبان من السواحل
التي احتلوها، ويوسع من نطاق دولته حتى بلغت "تلمسان". وفي هذه الأثناء
اتصل بالسلطان العثماني "سليم الأول ، وأعلن طاعته وولاءه للدولة
العثمانية.
فقضى على مؤامرة الحاكم الجزائر العميل "سالم التومي"، واستعادا ميناء
"بجاية" من الأسبان سنة (921 هـ1515 م) ثم اتجها "عروج" الى مدينة
تدلس(دلس حاليا) ليقضي على التآمر مع الأسبان عام 1517م .
واتجه بعدها الى مدينة تلمسان لنفس الغرض حيث حاكمها "أبو حمو موسى
الثالث" وبوصوله استطاع طرد السلطان أبو حمو الثالث و نصب أخاه "زيان"
سلطان شرعيا، ليقوم بعدها الأسبان بإمداد"أبو حمو موسى الثالث" بدعم من
وهران ليقضي على "إسحاق" و أخاه "عروج "
[size=32]استشهاد عروج في معركة تلمسان :[/size][/size]
هالها أسبانيا ما يفعله "عروج" ورجاله، ورأت في ذلك خطرًا يهدد سياستها
التوسعية، ويقضي على أحلامها ما لم تنهض لقمع هذه الدولة الفتية، فأعدت
حملة عظيمة بلغت خمسة عشر ألف مقاتل، تمكنت من التوغل في الجزائر ومحاصرة
تلمسان، ووقع المجاهد الكبيرعروج أسيرًا في أيديهم، وقتلوه في (شعبان 924
هـ = أغسطس 1518م).
[size=32]ولاية خير الدين بارباروسا"
* خلف "خير الدين بارباروسا" أخاه في جهاده ضد الإسبان،
واسمه الأصلي هو خضر بن يعقوب ولقبه خير الدين باشا. بينما عرف لدى الأوربيين ببارباروسا (والتى تعني ذو اللحية الحمراء).
ولم يكن خير الدين أقل حماسة وغَيْرة من أخيه، فواصل حركة الجهاد، وتابع
عملياته البحرية حتى تمكن من طرد الإسبان من الجيوب التي أقاموها على ساحل
الجزائر، وضمّ إلى دولته مناطق جديدة، وقادته رغبته الجامحة في مطاردة
الإسبان إلى غزو السواحل الإسبانية، الأمر الذي أفزع الغزاة، وألقى الهلع
في قلوبهم، ثم قام خير الدين بعمل من جلائل الأعمال؛ حيث أنقذ سبعين ألف
مسلم أندلسي من قبضة الإسبان الذين كانوا يسومونهم سوء العذاب، فنقلهم في
سنة (936هـ = 1529م) على سفنه إلى شمالي إفريقيا،و صد الجيش الأسباني الذي
حاول احتلال الجزائر في 1529م ،وحولا أن يحرر وهران منهم لكن مشاكل تونس و
مكائد فرنسا حالت دون ذالك، فاستدعى من طرف الدولة العثمانية.
*عوض خير الدين في الجزائر بـ" صالح رايس" عام 1552 الذي أخذ يحضر لحملة
ضد الأسبان و لكنه توفي قبلها فأكمل رفيقاه القائد "الرايس يحي" و" الرايس
حسين قورصو" الاستعداد و توجه على وهران و فرض الحصار عليها و فتح حصن رأس
العين لكن أمر باي لارباي حاكم الجزائر بالانسحاب حال دون إكمالهم المهمة.
* أعيد تعين"خير الدين بارباروسا "على الجزائر للمرة الثانية عام 1557م و
بعد 6 سنوات استطاع أن يحضر لحملة ضخمة (1500 رجل) و(1000 فارس) ليعيد
الكرة ضد الأسبان ليصل إلى وهران و يتمركز أمام حصن العين و يفتح بعدها،
ودام الحصار ثلاثة أشهر لتنقلب موازين القوة بوصول دعم من مدينة مستغانم.
توفي خير الدين بارباروسا ولم يتحقق حلمه في فتح مدينة وهران، عن عمر 65
عاما في قصره المطل على مضيق البوسفور بالآستانة وخلفه ابنه حسن باشا في
حكم الجزائر.
* في عهد محمد بكداش" باي الجزائر تولى" مصطفي بن يوسف بوشلاغم المسراتي"
بايلك الغرب سنة 1686م وأعاد محولات تحرير وهران ،والاستعداد لتحقيق ما
فشل فيه غيره، و ساعده "محمد بكداش" باي الجزائر لتحقيق ذالك، وحاصر
المسلمون برج العيون عام 1707م ليفتحه و( حصن الجبل مرجاجوا " حصن
سانتاكروز") واتجه المسلمون لمدينة وهران و حاصروها من كل جهة و تحقق لهم
النصر واقتحموها يوم 20 جانفي 1708م وبعد انتهائهم من وهران تحولوا الى
المرسى الكبير و اقتحموها يوم 16 أفريل 1708م ، و على أثر هذا الانتصار
نقلت عاصمة البايلك من معسكر إلى وهران.[/size]
لكن عاد الإسبان لغزو مدينة وهران بعد 24سنة وينجحون في ذالك عام 1732م.
* بعد عدة محاولات فاشلة لاسترجاع مدينة وهران من الجزائريين تمكن "الباشا
بابا حسن" والمسلمون سكان وهران و الغرب الجزائري في الانتصار على الأسبان
وفرض الجلاء الأسباني من وهران عام 1791م الذي قبل به الملك الأسباني
"كارلوس الرابع" و في يوم 17 ديسمبر 1791م بدأ الانسحاب ليدخلها "محمد
العثمان الكبير"
أهم الحكام العثمانيين لوهران:
توالي عدة بايات على مدينة وهران من أمثال الباي عثمان ابن محمد ابن عثمان
الكبير عام 1799م و الباي مصطفي بن عبد الله العجمي المترالي 1799م- 1802م
.
جاء بعده الباي محمد بن محمد ابن عثمان المقلش عام 1805م و الذي كان عمره 18 سنة.
ثم جاء الباي علي قارة باغلي من قرية باغلة من آسيا الصغري
الخاتمة:شهدت مدينة وهران تنوع حضاريا كبير
قي مختلف المجالات رغم الانتكاسات التي تعرضت لها عبر التاريخ و خاصة في
العصر الحديث خلال الإحتلال الأسباني 1509م -1791م و الإحتلال الفرنسي
1831م-1962م عبر هذا التاريخ الطويل أنجبت وهران علماء في الفكر و الثقافة
استقطبت الكثير من الأفراد من الأقاصي البعيدة استوطنوها و تمتعوا بشهرة و
مكانة كبيرتين و شاركوا كلهم في إثراء حضارة هذه المدينة و المنطقة كلها
وكانت لهم بصماتهم في مجلات كثيرة.
ومن بين المعالم التي اشتهرت بها وهران نذكر برج الجبل أو برج مرجاجوا
والذي أسسه الأسبان سموه "حصن سانتاكروز"Fort Sant CRUZ" على قمة جبل
هيدور فوق برج حسن بن زهوة عام 1567م .
ونضيف إلي ذالك قلعة القصبة التي تقع على الضفة الغربية لرأس العين وتعتبر
مركز السلطة للحاكم و الأمراء مند تأسيسها وتمحور حولها السكان بمرور
الزمن.
تعتبر وهران اليوم قطبا اقتصاديا و سياحيا هاما من خلال موقعها الإستراتيجي و الجغرافي الفعال حيث تعد حاليا عاصمة الغرب الجزائري.
[size=10]موقع التاريخ العالمي
[/size]