المرأة في غزة ، في أعلى قمة العزة
(حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (( حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم صلي الله عليه وسلم حين القي في النار وقالها محمد صلي الله عليه وسلم حين قالوا إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل))رواه البخاري. وفي رواية له قال: كان آخر قول إبراهيم صلي الله عليه وسلم حين القي في النار: (( حسبي الله ونعم الوكيل
(حَسْبُنَا اللهُ) أي الله كافينا، (وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)، لمن وَكَل حاجته إليه وتوكل في قضائها عليه.
هو التوكل على الله ، وتفويض الأمر إليه وإحسان الظن به وطمأنينة القلب بنصره .
(حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
هذه الآية الإيمانية الشاملة ، ترددها المرأة الغزية كلما اعتدى الكيان الصهيوني على قطاع غزة وسعى في الأرض فسادا ، واهلك الحرث والنسل . ترددها إيمانا واحتسابا ،أيمانا بقضاء الله وقدره ، ترددها توكلا عليه و حسن ظن به سبحانه ، ترددها ثقة بوعده ويقينا بنصره . ترددها ثباتا في الرباط وحبا في الجنان ، إنها الصابرة القانعة الزاهدة العابدة . لم نسمع من كلامها ركونا إلى الدنيا وزينتها . و لم تأسف على زوج أو أولاد استشهدوا ، ولا على حروق أو جروح أو أعضاء بتروا . لم تأسف على مال أو بيت تهدم ، ولا على حلم ضاع أو ولد تيتم . لكن سمعناها تأسف بحرارة على كل من تخلى عن واجبه الديني والخلقي والإنساني . أنها العزيزة الوفية لدينها و وطنها ، إنها القوية صانعة الرجال ، لا خوف على غزة ولا على فلسطين والمرأة فيها امة كما كان إبراهيم امة في الأولين . حفظ الله إيمانك وثبتك على الحق يا أخت ذات النطاقين وأخت أم سليم بنت ملحان . سلام عليك وعلى أخواتك الصادقات من الأولين و الآخرين ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ سورة المنافقون .