[size=35]من ينتصر لرسول الله؟ [/size]
الحمد لله أثنى على عبدِه ورسولِه محمّد في غير موضع من محكم كتابِه،وامتدحه بجميل خلقه وكريم آدابِه، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو ربّنا الرحمن آمنا بِه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله أنزل عليه الذكر وحفظه على مرّ الدهر وتعاقب أحقابه، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى الطيبين الطاهرين آله، وعلى الأبرار المكرمين أصحابِه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما طلت شمس نهار وأضاء كوكبُ شهابِه.أمّا بعد أيها المسلمون: فإنَّ خيرَ ما تُفتَتح به الوصايا وتُختَتَم ويُستجلَب به الخير ويُستَتَمّ الحثُّ على تقوى الإلهِ وخشيته في السرِّ والعلن؛ فمن جعل التقوَى مرمَى بصرِه أفلح ونجَا، وفازَ بما أمَّل ورجا، وصدَر عن بهجةٍ وانشراح روح، ونفسٍ راضية مرضية في رياضِ السّعادة تغدو وتَروح.
أيها الإخوة في الله: لقد تعودنا نحن المسلمون على تقديم التنازلات عن حقوقنا طوعاً باسم الحلم أو الحكمة وكرها وهو الأكثر بسبب الضعف والذلة، فتنازلنا عن اغتصاب أعراضنا وأراضينا، وغضضنا الطرف عن تقتيل إخواننا وتشريدهم، وتلهينا بتسمية أعدائنا أصدقاء وحلفاء، وأودعنا أموالنا في بنوكهم بدعوى الضمان والاطمئنان، وكل هذا قد يهون ولكن هل بلغ الهوان أن نتنازل عن حقوق نبينا، فنتحمل شتم نبينا r بل وصفه بالإرهاب والعياذ بالله، كيف أُصور المأساة التي وقعت ..والفاجعة التي حدثت وجرت فصولها أياماً عديدة ..دون أن يكون لها صدى في إعلامنا ..ودون أن يغلي الدم في عروقنا..قتلوا الشيوخ فسكتنا..وذبحوا الأطفال فصمتنا..وهتكوا الأعراض فأُلجمنا..ولم يبق إلا سب نبينا..فلا ..وألف لا ..ومِنْ مَنْ ؟!! من دولة حقيرة يقال لها الدنمارك..فيا لله..حتى الأراذل والأصاغر رفعوا رؤوسهم علينا..وتجرؤوا على نبينا r!! تجرؤوا على أعظم رجل وطأت قدماه الثرى , بإمام النبيين وقائد الغر المحجلين r صور آثمةٌ وقحةٌ وقاحة الكفر وأهلة.
لقد شاهدت وشاهد المسلمون في العالم ما تناقلته بعض وكالاتِ الأنباء من قيام إحدى الصحف الدنمركية لتصوير رسول الله r في أشكال مختلفة ، ففي أحد الرسوم يظهر مرتدياً عمامة تشبه قنبلة ملفوفة حول رأسه !!. وأخرى يظهر النبي محمد كإرهابي يلوح بسيفه ومعه سيدات يرتدين البرقع ، ولا تختلف الصور (الثمان الأخرى) كثيرا عن ذلك, أظهروا النبي rفي إحدى هذه الرسومات عليه عمامة تشبه قنبلة ملفوفة حول رأسه .
يا أحباب سيّدِ الأنام، لا يزالُ أحلاسُ النّفاق وشُذّاذ الآفاق ومَردَة الكُفرِ والاستشراف ومُسوخ العولمة والتغريب ينشرون أباطيلَهم وحقدَهم الأرعن عبرَ الحمَلات والشبكات حِيالَ الجناب المحمدّيّ الأطهر والهديِ المصطفويّ الأزهَر،فيا وَيحهم، يا ويحهم يَرمون من أرسلَه الله رحمةً للعالمين بالقَسوة والجفاء والإرهابِ والغِلظة والشناءَة،في رسومٍ ساخِرة ودِعايات سافِرة وحملات ماكِرة، فالله حسبنا وحسيبُهم. وما عُدَّتهم إلاّ الافتراء والزور، ينفثُها صدرُ كلِّ مأفونٍ موتور،تشكيكًا في النبوّةِ والرّسالة، فويلٌ لهم من وَصفِهم أشرفَ الورى بما اختَلقوا مِن عندهم والتّزَعُّمِ. وقد علِموا يقينًا قاطعًا أنّ النبيَّ الأمّيَّ الهاشميّ القرشيّ صلوات ربي وسلامُه عليه قد جاء للبشريّة بأسمى الحقائِق الكونية وأزكى الآداب الخلُقُية وأرقى النُّظُم الاجتماعيّة وأجلى الشرائع التعبديّة، ولكن )وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا( النمل:14. ولله درُّ حسّانَ رضي الله عنه:
هجـوتَ مباركًا برًّا حنيفًا | | أميـنَ الله شِيمتُه الوفـــاءُ |
فإنَّ أبي ووالدَه وعِرضي | | لعِرضِ محمّـدٍ منكم وقاء |
أمة الإسلام : هكذا يفعل النصارى الحاقدون مع نبينا r..وبعضنا ينادي بألا نقول للكافر يا كافر ..بل نقول له الآخر ..احتراماً لمشاعره ..ومراعاة لنفسيته !! فهل احترم هؤلاء نبينا ؟!! وهل قدروا مشاعر أمة المليار مسلم!! وهل راعوا نفسيات المسلمين !!وهكذا يفعل النصارى الحاقدون مع رسولنا r..وبعضنا ينادي ألا نبغضهم ..ولا نظهر العداوة لهم !! وربنا يقول لنا : ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ( الممتحنة:1. وهكذا يفعل عباد الصليب بنبينا محمد r..وبعضنا يطالب بحذف الولاء والبراء من مناهجنا الدراسية..
وننـزعه من قلوبنا..لأننا في عصر الصفح والتسامح بين الأديان !!
فيا دعاة التسامح .. لماذا لمَّا طالبت الجالية الإسلاميةُ هناك تلك الصحيفة بالاعتذار ..والاعتذار فقط !! رفضوا الاعتذار..حتى رئيس الوزراء رفض محاسبة رئيس التحرير في تلك الصحفية بحجة حرية الصحافة !! لقد عمد إخواننا من الجالية المسلمة في الدنمرك، ومعهم غيرهم من المواطنين الدنمركيين، وكذلك غيرهم من المقيمين في الدنمرك إلى إنكار هذه السخرية التي نالت أشرف إنسان في التاريخ، فكُتبت المقالات ووُجهت الرسائل إلى الحكومة الدنمركية وإلى الصحيفة المعنية، مطالبين بالاعتذار عن هذا العمل والكَفِّ عن مثله مستقبلاً، وقد تظاهر في الشهر الماضي أكثر من (5000) مسلم وغيرهم من المتعاطفين معهم في عاصمة الدنمرك ضد الصحيفة وطالبوها بالاعتذار. غير أن السلطات هناك ومسئولي الصحيفة رفضوا ذلك بمبررات حرية الإعلام والتعبير، وأنه لا شيء يستثنى من شموليته وحريته. ولا زال مسئولو الصحيفة والحزب الحاكم الذي تنتمي إليه يرفضون الاعتذار، وينوون الاستمرار في منهجهم المتهجم على الرسول الكريم الذي قال الله له: )وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ( الأنبياء : 107 متجاهلين بذلك المواثيق والأعراف الدولية، غير مبالين بالاعتراضات المقدمة إليهم. إن هذه الأفعال التي حصلت من الدنمارك..وتؤيدها جارتها النرويج، وتسكت عنها الدولة الغربية.. برهان ساطع..ودليل قاطع..على أنها حرب صليبية بين الإسلام والنصرانية !! يقول الله تعالى:)وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ ( البقرة:217.فهل يفهم أولئك الذين يخطبون وُدَّ الغرب هذه القضية أم لا يزالون في غيهم يعمهون !!
أمة الإسلام ..إنْ تخاذلنا عن نصرة محمد r.فلقد سطر التاريخ صورا رائعة ..ومواقف باهرة ..لنساءٍ نافحن عن رسول الله r..فهذه أم عمارة رضي الله عنها في غزوة أحد الشهيرة..كانت تقاتل عن رسول الله r..يميناً وشمالا.. و تذود عنه سيوف الأعداء ..ونبال الألداء ..حتى أصيبت بعدة جراح ..فأين رجال الأمة ..الذين هم أولى بالدفاع عن رسول الله r..والقتال دونه ..والذب عن مكانته .. فيا لله ..نساء تقاتل عن رسول الله ..ورجال يتخاذلون عن نصرته ولو بخطاب يعبر عن غضبة عمرية ..نساء تُكْلم في سبيل نصرة رسول الله ..ورجال يمتنعون عن استيراد بضائع الأعداء خوفاً على تجارتهم !!! ويا لله ..المعتصم يحرك جيشاً عرمرما من أجل مسلمة صُفعة على وجهها ..ورسول الله rيسب جهاراً نهارا.. ولم تحرك من أجله جيوش!!
أيها المسلمون: إن من واجب النبي rعلينا أن نحبه ونجله ونبجله ونعظمه ونتبع سنته في الظاهر والباطن , وأن نذب عنه كيد الكائدين ومكر الماكرين0بالله ماذا يبقى في الحياة من لذة يوم ينال من مقام محمد r ثم لا ينتصر له ولا يذاد عن حياضه . ماذا نقول تجاه هذا العداء السافر , والتهكم المكشوف .. هل نغمض أعيننا , ونصم آذاننا , ونطبق أفواهنا .. وفي القلب عرق ينبض . والذي كرم محمداً وأعلى مكانته لبطن الأرض أحب إلينا من ظاهرها إن عجزنا أن ننطق بالحق وندافع عن رسول الحق . ألا جفت أقلام وشُلت سواعد امتنعت عن تسطير أحرفٍ تذود بها عن حوضه rوتدافع عن حرمته .
أيها المسلمون :إنْ تخاذلنا عن نصرة نبينا r..فإن الله ناصر نبيه..معلٍ ذكره..رافعٌ شأنه..معذب الذين يؤذنه في الدنيا والآخرة.. في الصحيح عن النبي r قال:يقول الله تعالى:((من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب)) فكيف بمن عادى الأنبياء ؟ يقول الله جل الله:)وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( التوبة : 61وقال الله سبحانه: )إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً(الأحزاب : 57 ويقول الله جل جلاله:) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ( الحجر : 94- 95. يقول ابن تيمية رحمه الله : "إنَّ الله منتقمٌ لرسوله ممن طعن عليه وسَبَّه ، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ ولِكَذِبِ الكاذب إذا لم يمُكِّن الناس أن يقيموا عليه الحد ، ونظير هذا ما حَدَّثَنَا به أعدادٌ من المسلمين العُدُول،أهل الفقه والخبرة، عمَّا جربوه مراتٍ متعددةٍ في حَصْارِ الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لمَّا حاصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنا نحن نَحاصِرُ الحِصْنَ أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنعٌ علينا حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهلُهُ لِسَبِّ رسولِ الله والوقيعةِ في عرضِه تَعَجَّلنا ،فتحه وتيَسَّر، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا : حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه ، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه " انتهى كلامه
[rtl]وليعلم هؤلاء الذين اعتدوا على مقام النبي الأكرم بان تلك الرسوم التي دعت الجريدة الرسامين لرسمها ونشرتها على صفحاتها، إنها قطعاً لا تمثل رسول الله محمداً r، لا في رسمها، ولا في رمزها: لا في رسمها: أي ملامح الوجه، فوجه محمد هو الضياء والطهر والقداسة والبهاء، وجهه أعظم استنارةً وضياءً من القمر المسفر ليلة البدر، وجه محمد يفيض سماحةً وبشراً وسروراً، وجه محمد له طلعةٌ آسرة، تأخذ بلب كل من رآه إجلالاً وإعجاباً وتقديراً. ولا في رمزها: فمحمد rما كان عابساً ولا مكشراً، وما ضرب أحداً في حياته، لا امرأة ولا غيرها، تقول عائشة زوج رسول الله r، ورضي الله عنها: (ما خُيِّرَ رسول الله rبين أمرين إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله r لنفسه، إلا أن تُنتهك حرمة الله فينتقم لله بها ) رواه البخاري ومسلم. وإنه لمن الحسرة والبؤس على الصحيفة الدنمركية وعلى حكومة الدنمرك أن يكون مجرد علمهم عن محمد رسول الله r هو ما استهزؤوا به، مما أوحت به إليهم الأنفس الشريرة، وصدق الله: )يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون( يس: 30.ولا شك أن ما نشرته الصحيفة الدنماركية مسيءٌ لأكثر من مائتي ألف من مواطني الدنمارك، ومسيء لأكثر من مليار وثلاثمائة مليون شخص، ومعهم غيرهم من المنصفين من أصحاب الملل الأخرى، كلهم يعظمون رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، وسيبقى ذلك العمل مسيئاً لكل المسلمين ما بقيت هذه الحياة على وجه الأرض، وستبقى الدنمارك ـ إذا لم تعالج هذه الإساءة ـ مصدر قرف واشمئزاز من عقليات تقطن فيها، وتعادي الرسل والشرائع السماوية وتسخر بها.[/rtl]
أيها المسلمون : لاشك أن هناك عوامل تدفع أعداء الإسلام :للنيل من شخصية النبي r أول تلك العوامل : سرعة انتشار الإسلام، والتي تثير غيرة كل المعادين للدين، سواء أكانوا من النصارى أو اليهود، أو من العلمانيين والملحدين.
ثانيا :حسد القيادات وخصوصاً الدينية، فإن كثيراً من هؤلاء يغيظهم شخص الرسول r، لما يرون من لمعان اسم النبي محمد rفي كل الأرجاء وكثرة أتباعه وتوقير المسلمين الشديد لنبيهم rوهذا ما يثير حسدهم.
ثالثا :عامل الخوف، ليس الخوف من انتشار الإسلام في الغرب فحسب بل الخوف من عودة المسلمين في العالم الإسلامي إلى التمسك بدينهم، وهم الآن يستغلون ضعف المسلمين في كثير من الجوانب، مثل الجانب الاقتصادي والإعلامي، ويريدون أن يطفئوا هذا النور قبل أن ينتشر في العالم .
اللهم لا تعاقبنا بتقصيرنا في حق خليلك ورسولك محمد، ووفقنا للإيمان به والعمل بما دلَّنا عليه، وإلى الذود عنه وعن شريعته، حتى نرد حوضه المورود ويسقينا بيده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبداً وتنفعنا بشفاعته يوم العرض عليك فلا تسخط علينا أبد. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ) إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً *إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً *وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً ( الأحزاب:56-58 نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبهدي محمد r، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم0